الثلاثاء، 4 يونيو 2013

البدعة في الدين ...

لا يسلم القلب حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد، ومن بدعة تناقض السنة، والأعمال لا تقبل إلا ما كان لله خالصاً صواباً، و موافقاً لسنة رسوله الله - صلى الله عليه وسلم -، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31] وقال - صلى الله عليه وسلم -:- (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، أخرجه أبو داود والترمذي".
ونبينا - صلى الله عليه وسلم - بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة، وما من خير إلا دلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه، ولقد زين الشيطان لجهل كثير من المسلمين وميلهم لهوى أنفسهم البدع فزين لهم ما ليس بمشروع   وحسن لهم ما ليس بمحمود.
وقد يدافعون عن الباطل ويتمسكون به لهوى في النفس أو عصبية لمذهب أو لجهل في الفهم وعدم الرجوع لأهل العلم الراسخين.
وليس هناك أشد ضررا على الأمة وعلى الفرد بعد الشرك من البدع المحدثة في دين الله، إذ هي أصل الانحراف وتفكك الأمة وهوانها.
ولقد جاءت النصوص والأدلة الكثيرة على وجوب اتباع سنة رسول الله" وعدم الميل عنها، قال تعالى ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106]، قال بن عباس في تفسير هذه الآية: (تَبْيَضُّ وجوه أهل السنة، وتَسْوَدُّ وجوه أهل البدع) قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159]، قال عائشة ((هم أصحاب الأهواء والبِدَع والضلالة من هذه الأمة)).
ولقد حذر النبي أمته من الابتِداع أشدَّ التحذير، وأوصاهم باتّباع سنّته وسنّة خلفائه الراشدين، ففي الصحيحين [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد].
ولقد سار على نهجه واستمسك بهديه سلف هذه الأمة فهذا خليفته وصاحبه أبوبكر يقول: [إنما أنا متّبِع وليس بمبتدع فإن استقمتُ فتابِعوني وإن زغتُ فقوِّموني]، وفي سنن ابي داود عن حذيفة [كلُّ عبادة لا يتعبَّدُها أصحابُ رسول الله فلا تعبَّدُوها؛ فإنَّ الأوّل لم يدَع للآخرِ مقالاً]، ويقول الجنيد: "الطرُقُ كلُّها مسدودةٌ على الخَلق إلا على من اقتفَى أثرَ الرسول، ولا مقامَ أشرف من مقام متابعةِ الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه".
أيها المسلمون:
فكلّ مَن أحدث شيئًا ونسبَه إلى الدين ولم يكن له أصلٌ من الدين يرجِع إليه فهو ضلالة والدين بريءٌ منه وسواء ذلك في مسائِلِ الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
والإمام مالك صاحب المذهب المالكي يقول: "من ابتدَع في الإسلام بدعةً يراها حسنة فقد زعم أن محمّدًا خان الرسالة، لأنّ الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3] فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا".
فاتقوا الله -عباد الله- واتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، والخير كل الخير في الاتباع، والشر كل الشر في الابتداع، قال سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ إنَّ الْبِدْعَةَ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ لِأَنَّ الْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق